بذرة تساوي امبراطورية
صفحة 1 من اصل 1
بذرة تساوي امبراطورية
بذرة تساوي امبراطورية
في حوالي سنة 250 قبل الميلاد في الصين القديمة ، كان أمير منطقة تينغ – زادا على وشك أن ينصب ملكاً ، ولكن عليه أن يتزوج أولاً بحسب القانون.
وبما أن الأمر سيتعلق بتعيين إمبراطورة المستقبل وملكة البلد فالأمر لابد أن يتم وفق عناية فائقة وأن تكون أهلاً للثقة العمياء. وتبعاً لنصيحة أحد الحكماء قرر أن يدعو جميع بنات قريته لكي يجد الفتاة الأجدر بينهن.
عندما سمعت امرأة عجوز وهي خادمة مسنة في القصر بالأمر حزنت حزناً شديداً ! ذاك أن ابنتها كانت تكن للأمير حباً عميقاً ودفيناً ..
وعندما عادت لابنتها وحكت لها الأمر صعقت لما علمت أن ابنتها ستتقدم مع البنات للمسابقة !
لفّ اليأس رأس العجوز وقالت مندهشة : وماذا ستفعلين يا ابنتي مع أجمل بنات البلد وأغناهن ؟ اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك فليس لديك ملبس يليق بالأمير ولا تتألمي وتحولي ألمك إلى جنون !
أجابتها والحب يشعل فتيله في قلبها ويحيي كل بذور الحياة فيه : أمي العزيزة .. أنا لا أتألم ! وما أزال أقل جنوناً وأعرف أنني لن أختار ، لكنها فرصتي الأخيرة في أن أجد نفسي ولو لبضع لحظات إلى جانب الأمير فهذا يسعدني وحتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري !
وصلت القصر .. وكان الجميع مشدوه من أحسن الفتيات اللاتي تقدمن بأحلى ثيابهن .. كانت الفتاة ابنة الخادمة أقلهن لباساً ووجاهة !
أعلن الأمير في النهاية وهو محاطاً بحاشيته تفاصيل المنافسة : ” سوف أعطي كل واحدة بذرة ، ومن منكن تأتيني بعد ستة أشهر بأجمل زهرة ستكون إمبراطورة الصين المقبلة !”
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار وبما أنها لم تكن ماهرة في فن الزراعة فقد كانت تهتم بالتربة وسقيا البذرة وعرض التربة يوميا على الشمس وتستشير المزارعين في كل طرق إخراج البذرة بأحسن شكل وأفضل منظر ..
مرت ثلاثة أشهر ولم ينمُ شيء ! ورغم أنها كانت تعرف أنه لا يوجد شيء لديها لتقدمه للأمير فقد كانت مدركة لعظيم حبها له وواعية لجهودها المبذولة من أجله وإخلاصها طوال هذه المدة ، وأعلنت لأمها أنها ستتقدم للبلاط في الوقت والساعة المحددة ! كانت تعلم في قرارة نفسها أنها هذه هي الفرصة الأخيرة لرؤية حبيبها ، وهي لا تريد أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم ..
حل اليوم وتقدمت الفتاة مع أصيصا الخالي من أي نبتة ! ورأت الأخريات جميعهن حصلن على نتائج جيدة وزهور متفتحة ! وكانت كل زهرة أجمل من الأخرى وبشتى الألوان والأشكال ..
أخيراً أتت اللحظة المرتقبة . حضر الأمير ونظر إلى جميع المتنافسات بدقة واهتمام وتنبيه . وبعد أن مرّ أمام الجميع ، أعلن قراره ! وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة !
احتجت الفتيات على أنه اختار تلك التي لم تزرع شيئاً ..
عند ذلك فسّر الأمير سبب ذلك التحدي قائلاً :
“هي وحدها التي زرعت الزهرة التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورية . زهرة الشرف . فكل البذور التي أعطيتكن إياها كانت عقيمة ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة “
عندها وقف لسان الفتاة عن الكلام .. وأصبحت إمبراطورية الصين
.
في حوالي سنة 250 قبل الميلاد في الصين القديمة ، كان أمير منطقة تينغ – زادا على وشك أن ينصب ملكاً ، ولكن عليه أن يتزوج أولاً بحسب القانون.
وبما أن الأمر سيتعلق بتعيين إمبراطورة المستقبل وملكة البلد فالأمر لابد أن يتم وفق عناية فائقة وأن تكون أهلاً للثقة العمياء. وتبعاً لنصيحة أحد الحكماء قرر أن يدعو جميع بنات قريته لكي يجد الفتاة الأجدر بينهن.
عندما سمعت امرأة عجوز وهي خادمة مسنة في القصر بالأمر حزنت حزناً شديداً ! ذاك أن ابنتها كانت تكن للأمير حباً عميقاً ودفيناً ..
وعندما عادت لابنتها وحكت لها الأمر صعقت لما علمت أن ابنتها ستتقدم مع البنات للمسابقة !
لفّ اليأس رأس العجوز وقالت مندهشة : وماذا ستفعلين يا ابنتي مع أجمل بنات البلد وأغناهن ؟ اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك فليس لديك ملبس يليق بالأمير ولا تتألمي وتحولي ألمك إلى جنون !
أجابتها والحب يشعل فتيله في قلبها ويحيي كل بذور الحياة فيه : أمي العزيزة .. أنا لا أتألم ! وما أزال أقل جنوناً وأعرف أنني لن أختار ، لكنها فرصتي الأخيرة في أن أجد نفسي ولو لبضع لحظات إلى جانب الأمير فهذا يسعدني وحتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري !
وصلت القصر .. وكان الجميع مشدوه من أحسن الفتيات اللاتي تقدمن بأحلى ثيابهن .. كانت الفتاة ابنة الخادمة أقلهن لباساً ووجاهة !
أعلن الأمير في النهاية وهو محاطاً بحاشيته تفاصيل المنافسة : ” سوف أعطي كل واحدة بذرة ، ومن منكن تأتيني بعد ستة أشهر بأجمل زهرة ستكون إمبراطورة الصين المقبلة !”
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار وبما أنها لم تكن ماهرة في فن الزراعة فقد كانت تهتم بالتربة وسقيا البذرة وعرض التربة يوميا على الشمس وتستشير المزارعين في كل طرق إخراج البذرة بأحسن شكل وأفضل منظر ..
مرت ثلاثة أشهر ولم ينمُ شيء ! ورغم أنها كانت تعرف أنه لا يوجد شيء لديها لتقدمه للأمير فقد كانت مدركة لعظيم حبها له وواعية لجهودها المبذولة من أجله وإخلاصها طوال هذه المدة ، وأعلنت لأمها أنها ستتقدم للبلاط في الوقت والساعة المحددة ! كانت تعلم في قرارة نفسها أنها هذه هي الفرصة الأخيرة لرؤية حبيبها ، وهي لا تريد أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم ..
حل اليوم وتقدمت الفتاة مع أصيصا الخالي من أي نبتة ! ورأت الأخريات جميعهن حصلن على نتائج جيدة وزهور متفتحة ! وكانت كل زهرة أجمل من الأخرى وبشتى الألوان والأشكال ..
أخيراً أتت اللحظة المرتقبة . حضر الأمير ونظر إلى جميع المتنافسات بدقة واهتمام وتنبيه . وبعد أن مرّ أمام الجميع ، أعلن قراره ! وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة !
احتجت الفتيات على أنه اختار تلك التي لم تزرع شيئاً ..
عند ذلك فسّر الأمير سبب ذلك التحدي قائلاً :
“هي وحدها التي زرعت الزهرة التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورية . زهرة الشرف . فكل البذور التي أعطيتكن إياها كانت عقيمة ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة “
عندها وقف لسان الفتاة عن الكلام .. وأصبحت إمبراطورية الصين
.
م.جمال زين الدين- Admin
- عدد المساهمات : 806
النقاط : 59909
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/07/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى