الجمرة والرماد

من طرف م.جمال زين الدين السبت أغسطس 04, 2012 9:32 pm

الجمرة والرماد

كنت اتحدث مع زميلي عن رمضان والصائمون ... ثم ذكر لي كيف أن بعض العمال يجلسون في الباحة المخصصة للإستراحة ويدخنون ... وكأن أمر الصيام لا يعنيهم .. والغريب أن هناك من كان يصوم في العام الماضي ,,, والآن لا ... والمصيبة الكبرى هي المجاهرة في المعصية ... ثم طرح زميلي سؤال علي ... هل تظن أنهم وقت الإفطار يكونون مرتاحي البال ؟؟؟ كيف انقضى هذا اليوم من دون صيام ...

فكانت إجابتي ... من لا تحاسبه نفسه عند الإفطار بالتقصير ومعاتبة النفس على تجرؤها بإقتراف معصية كبيرة لأمر من أوامر الله ... فهذا الشخص ابتعد كثيرا عن ربه واقترب كثيرا من النار ...

ممكن أي شخص أن يقترف معصية ... والشخص عندما يقترف معصية ما ... يكون في الحقيقة ضعيفا ... فيقترف المعصية وهو غير راض عن نفسه ويشعر بتأنيب الضمير .. وهذا الشخص يلزمه أن يرجع بأقرب فرصة لله ويستغفر من ذنبه لعل الله يغفر له ... فالتوبة ... تغسل المعاصي وتقرب الإنسان لله ...ولكن إذا تمادى في معاصيه ... فيكون ابتعد عن ربه كثيرا .... هذا مثله مثل الجمرة والتي عليها الرماد ... فالمعصية هي بمثابة الرماد .. والجمرة هي الضمير الصاحي في الإنسان ... ولكن إذا تراكم الرماد ... انطفأت الجمرة ... فحتى لو كنت في معصية فحذاري أن تجعل منها أمرا طبيعيا وتستسلم للمعصية وتقول أنا فعلت الكثير ... فلن يغفر الله لي ... مهما عملت من المعاصي دائما اجعل الباب بينك وبين الله مفتوحا ولا تغلقه أبدا مهما حدث ... فأنت ما دامت الحياة تدب فيك ... فباب التوبة مفتوح ...

إن من في قلبه ذرة من إيمان ...سيدخل الجنة ... فلا تشطب هذه الذرة من قلبك ...