لا بد أن يكون لك هدف

قررت مرة زيارة صديق لي في مدينة كانت تبعد عنا 6 ساعات في السفر عن المدينة التي كنت أقيم بها ... لكنني كنت أجهل أن يسكن ورقم هاتفه ولكنني اعتمدت على العنوان والهاتف الذي أعطاني إياه منذ الزيارة الأخيرة التي زارني إياها وقد كنت وضعت الورقة التي كتب عليها عنوانه وهاتفه في محفظتي .... وما أن وصلت لتلك المدينة ... أردت أن أخرج الورقة التي كانت معي ( كنت متأكدا أنها معي قبل سفري ) ولكن لم تكن الورقة موجودة في محفظتي ... يا الله ... ما أصعبها ... ماذا أفعل سفر 6 ساعات .... ولا أعرف أحدا غيره في تلك المدينة ... ماذا ؟ هل سأعود من حيث أتيت .. والرحلة القادمة للرجوع بعد عدة ساعات ....فكرت كثيرا ... ماذا أفعل ..رجعت خطوات بسيطة ووجدت الورقة قد سقطت على الأرض... استوقفني هذا الأمر قليلا وتأملت .. وهنا حملت قلمي وبدأت أكتب متأملا في هذا الموقف ...أقول في نفسي هذا مشوار صغير ... لا يوجد فيه هدف ..ماذا لو لم أجد الورقة .. إذن أنا ضائع ... لا أعرف إلى أين أذهب ولا لأي إتجاه ... هل أقصد المدينة وأبدأ بالسؤال عنه ؟ ومن يعرفه فهو غريب في تلك البلاد مثلي ... ومدينة ضخمة تعداد سكانها اكثر من 16 مليون .. إلى أي حي أذهب ... ومن سأسأل .. فكتبت ... بقدر ما عندك معلومات واضحة وهدفك واضح ... فإنك ستصل اليه بكل سهولة ويسر ... وبأقل وقت ممكن .. فماذا لو كنت لا أعرف أي مدينة يسكن ... يعني لن أصل اليه أبدا ... أعرف مدينته ولا أعرف في أي حي يسكن سأحتاج الى زمن طويل وجهد كبير حتى أصل اليه ... أعرف مدينته واعرف منطقته التي يسكن بها .. طبعا سيكون الأمر أسهل ...وهذا حال أيامنا ... وحال الإنسان ... إذا لم يكن له هدف ... فهو ضائع ... وإذا كان له هدف ولا يعرف عنه شيء .. فسيحتاج الى زمن طويل حتى يصله ..فهل كان عندك لهذا اليوم هدف ..وهل تعرف هدفك من هذا الوجود ... تصور أنني كنت قد تحركت من مدينتي دون أن أتفقد محفظتي ... أنا متأكد سوف يلومني كل من يقرأ هذه القصة .. لماذا لم تستعد ..ولربما سيقول اشياء أخرى ..فالسؤال هل استعدينا لتحقيق هدفنا ؟؟وما أعظم أن تستعد للوصول الى خالقك ...ولكن هل تعرف عن خالقك شيء..حتى تصل اليه ؟؟ وما أعظم أن نستعد لسفرنا الذي هو ما بعد الموت .. فهل نحن مستعدون